سورة العاديات
يقسم الله تعالى بخيل الغزاة اظهارا لفضلها : على ان الأنسان كفور لنعم ربه ظاهر ذلك عليه فى اقواله و افعاله
ثم تتحدث عن حب الأنسان الشديد للمال وتختم ببيان ان مرجع الخلائق الى الله للحساب والجزاء حيث لا ينفع الا العمل الصالح
1"والعاديات ضبحا"
يقسم الله تعالى بخيل المجاهدين المسرعات فى الجرى نحو العدو فتصدر صوت خاص غير الصهيل المعروف
الضبح صوت الخيل اذا جرت
2"فالموريات قدحا"
من شدة جرى الخيل تحتك حوافرها بالصخر(تقدحه)فيتطاير منه شرر النار اذا سارت فوقه بالليل
3"فالمغيرات صبحا"
المعتاد فى الغارات انهم يعدون ليلا كى لا يشعر بهم العدو ويهجمون صباحا فالمغيرات هى الخيل تركبها فرسانها لتغير على العدو صباحا
4"فأثرن به نقعا"
فأثارت الخيل الغبار والتراب الكثيف لشدة الجرى
5"فوسطن به جمعا"
توسطت كتائب العدو لقتاله
اصبحت وسط المعركة
<تفسير آخر ان العاديات هى الأبل من عرفة الى المزدلفة وفى المزدلفة يوقدوا النيران والمغيرات صبحا من المزدلفة الى منى و فأثرن به نقعا الغبار فى الحج لكن الجمهور على التفسير بالخيل>
كل هذا(الخيل ذات الصفات الثلاث العدو والأوراء والأغارة) يقسم به الله تعالى على ان الأنسان لربه لكنود وانه على ذلك لشهيد وانه لحب الخير لشديد
6"ان الأنسان لربه لكنود"
الأنسان الجاحد لنعم الله تعالى عليه الذى يذكر المصائب ويصرخ لها وينسى النعم ولا يشكر عليها
7"وانه على ذلك لشهيد"
لها تفسيران
أ- ان الأنسان شاهد على كونه كنود بلسان حاله اى اثر ذلك ظاهر عليه فى اقواله وافعاله
ب- ان الله شهيد على هذا الوصف فى الأنسان فأخبر تعالى بما علم
8"وانه لحب الخير لشديد"
شديد المحبة للمال
وسمى المال خيرا لأنه تعارف الناس على ذلك كما انه يحصل به الخير الكثير اذا انفق فى مرضاة الله
9"أفلا يعلم اذا بعثر ما فى القبور"
استفهام انكارى
للتهديد والتنبيه على ما يستقبله الأنسان من اهوال وللتزهيد فى الدنيا
ايجحد الأنسان بنعم ربه عليه ويحب المال حبا شديدا فيمنع حق الله فيه ويكتسبه مما حرم الله عليه افلا يعلم اذا اخرج الأموات من قبورهم للحساب
10"وحصل ما فى الصدور
ابرز وأظهر وبين ما كانوا يسرون فى نفوسهم من الخفايا والأعتقادات والنيات الصالحة والفاسدة لا يخفى على الله منهم شىء
11"ان ربهم بهم يومئذ لخبير
ان الله تعالى عالم بهم فى ذلك اليوم وغيره لكن خص علمه بهم فى ذلك اليوم يوم القيامة بقصد التهديد والوعيد لأنه يوم الجزاء
فلو علم الكفور من الناس المحب للمال هذا لأصلح من أقواله وأعماله
ففى الأيات دعوة لمراقبة الله تعالى بعد الأيمان والأستقامة على طاعته