منتدى شباب الحجايزه
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اداره منتدي شباب الحجايزه ترحب بك تشرفنا بك كزائر فتفضل بالتسجيل

قصة وعبرة Sigpic18335411

Uploaded with ImageShack.us]
منتدى شباب الحجايزه
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اداره منتدي شباب الحجايزه ترحب بك تشرفنا بك كزائر فتفضل بالتسجيل

قصة وعبرة Sigpic18335411

Uploaded with ImageShack.us]
منتدى شباب الحجايزه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب الحجايزه


 
الرئيسيةبوابة المنتدىأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 قصة وعبرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
engehab

engehab


الجنس : ذكر
العمر : 37
عدد المساهمات : 927
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 28/12/2009
الموقع : مدير عام المنتدي

قصة وعبرة Empty
مُساهمةموضوع: قصة وعبرة   قصة وعبرة Icon_minitimeالجمعة 16 مارس 2012, 12:34 pm


أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه

‏قال عمر: ما هذا
‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
‏قال: أقتلت أباهم ؟
‏قال: نعم قتلته !
‏قال : كيف قتلتَه ؟
‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً ، وقع على رأسه فمات...
‏قال عمر : القصاص .... ‏الإعدام


.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ ‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،
ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ..


‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة
، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا .
قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟


‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على
الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه ‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ،


ونكّس عمر ‏رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!


‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ، وقال:
‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!
‏قال: أتعرفه ؟
‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟
‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن
شاء‏الله
‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...
‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع ‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....
‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :
الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!
‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها ، وسكت‏الصحابة واجمين ،
عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد ‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا
تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...
‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون ‏معه
‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما
عرفنا مكانك !!
‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل..
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر :
خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس ‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه.. وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !
‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته .....


‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ ‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك ...
‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....


‏قال أحد المحدثين :
والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام في أكفان عمر!!.
‏وجزى الله خيرا للذين نقلوا لنا هذا الموضوع .


‏وجزى الله خيرا للذين ينقلونه للآخرين"

▀▒قصة وعبرة▓▄

اين نحن من الفاروق عمر ..... ؟

جاء يسأل عنه رسول قيصر الروم ليفاوضه فى شأن الصلح، فوجده نائما تحت شجرة،لقد وجد خليفة المسلمين الذين دوخوا كسري،ورجال قيصر ،وأنزلوهم من صياصيهم ،وقلاعهم الحصينة صاغرين ،وجد عمر نائما فى العراء تحت شجرة،يتوسد حذاءه، فبهت رسول قيصر، وقال: (حكمت ،فعدلت، فأمنت، فنمت يا عمر).

▀▒قصة وعبرة▓▄

ين نحن من الفاروق عمر ..... ؟

علم عن امرأة تغلي الحصى لتلاهي أولادها حتى يناموا وذلك لانها لا تجد من الطعام أقله.
سارع الفاروق ليحمل لها الغذاء على ظهره وهو امير المؤمنين ، ونهر من قال له : أحمل عنك يا امير المؤمنين ،
زجره قائلا: أتحمل عني وزري يوم القيامه. وذهب عمر وأطعم الاطفال مع أمهم ،
وبكى عمر لما رأى ، وأمر باجراء النفقة لهم من بيت المال.

▀▒قصة وعبرة▓▄

كان لِعَبدالله بنُ الزُّبَير أَرضٌ قَريبَةٌ مِن أَرضٍ لِمعاويَة، فيها عَبيدٌ لَه مِن الزُّنوج يُعَمِّرونَها، فَدَخلوا في أَرضِ عَبدِالله (أي تعدوا على أرضه)، فَكتبَ إلى مُعاوية: أمّا بَعد، فإنَّهُ يا معاوية، إنْ لَم تَمنَع عَبيدَكَ مِن الدُّخولِ في أرضي، وإلا كان لي ولَك شأن. فَلَمّا وَقَفَ مُعاويَةُ على الكتاب، دَفَعَهُ إلى ابنِه يَزيد، فلمّا قَرأَهُ، قال له: ما ترى؟ قال: أرى أنْ تُنفِذَ إليه جَيشاً أَوَّلُه عِندَهُ وآخِرُهُ عندك يأتونَكَ بِرأسِه، فقال: يا بُني، عندي خَيرٌ مِن ذلك، عليَّ بِدواةٍ وقِرطاس، وكَتب: وقَفتُ على كِتابِكَ يا ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساءَني واللهِ ما ساءَك، والدُّنيا هَيِّنَةٌ عِندي في جَنبِ رِضاك، وقَد كَتَبتُ على نفسي رَقماً بالأرضِ والعبيد، وأشهدتُ عليّ فيه (أي تنازلت عن أرضي وعبيدي لك)، ولتُضِفْ الأرضَ إلى أرضِك، والعبيدَ إلى عبيدِك والسلام.‏ ‏ فلمّا وقف عبدُالله على كتابِ مُعاوية، كتب إليه:‏ ‏ وقفت على كِتابِ أمير المؤمنين أطالَ الله بقاءَه، فلا عُدِمَ الرأيَّ الّذي أحَلَّهُ مِن قُريشٍ هذا المَحل والسلام.‏ ‏ فلما وقف معاوية على كتاب عبد الله، رماه إلى ابنه يزيد، فلما قرأه اصفر وجهه، فقال له معاوية: يا بني. إذا رُميت بهذا الداء، فداوه بهذا الدواء

▀▒قصة وعبرة▓▄


قصة صاحب الجنتين ورد ذكر القصة في سورة "الكهف"، بعد قصة أصحاب الكهف:

" وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا"

القصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــة :

قال بعض الناس: هذا مثل مضروب ولا يلزم أن يكون واقعا. والجمهور أنه أمر قد وقع، وقوله( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا)) يعني لكفار قريش، في عدم اجتماعهم بالضعفاء والفقراء وازدرائهم بهم، وافتخارهم عليهم كما قال تعالى( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ)) والمشهور أن هذين كانا رجلين مصطحبين، وكان أحدهما مؤمنا والآخر كافرا، ويقال: إنه كان لكل منهما مال، فأنفق المؤمن ماله في طاعة الله ومرضاته ابتغاء وجهه، وأما الكافر فإنه اتخذ له بستانين، وهما الجنتان المذكورتان في الآية، على الصفة والنعت المذكور؛ فيهما أعناب ونخل تحف تلك الأعناب، والزروع في خلال ذلك والأنهار سارحة ههنا وههنا للسقي والتنزه، وقد استوسقت فيهما الثمار، واضطربت فيهما الأنهار وابتهجت الزروع والثمار وافتخر مالكهما على صاحبه المؤمن الفقير قائلا له:
((أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا أي))؛ وأمنع جنابا. ومراده أنه خير منه، ومعناه، ماذا أغنى عنك إنفاقك ما كنت تملكه في الوجه الذي صرفته فيه؟ كان الأولى بك أن تفعل كما فعلت لتكون مثلي. فافتخر على صاحبه(( وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ)) أي؛ وهو على غير طريقة مرضية قَالَ ((مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا))

وذلك لما رأى من اتساع أرضها، وكثرة مائها وحسن نبات أشجارها؛ ولو قد بادت كل واحدة من هذه الأشجار لاستخلف مكانها أحسن منها، وزروعها دارة لكثرة مياهها. ثم قال: ((وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً)) فوثق بزهرة الحياة الدنيا الفانية، وكذب بوجود الآخرة الباقية الدائمة، ثم قال: ((وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا))

أي؛ ولئن كان ثم آخرة ومعاد فلأجدن هناك خيرا من هذا. وذلك لأنه اغتر بدنياه، واعتقد أن الله لم يعطه ذلك فيها إلا لحبه له وحظوته عنده، كما قال العاص بن وائل فيما قص الله من خبره وخبر خباب بن الأرت

في قوله( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا وقال تعالى إخبارا عن الإنسان إذا أنعم الله عليه لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى)) قال الله تعالى: ((فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ وقال قارون إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أي لعلم الله في أني أستحقه))
قال الله تعالى: ((أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ وقال تعالى: وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ)) وقال تعالىأَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ)) ولما اغتر هذا الجاهل بما خوله الله به في الدنيا، فجحد الآخرة وادعى أنها إن وجدت ليجدن عند ربه خيرا مما هو فيه، وسمعه صاحبه يقول ذلك قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أي؛ يجادله ((أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا))

أي: أجحدت المعاد وأنت تعلم أن الله خلقك من تراب، ثم من نطفة ثم صورك أطوارا حتى صرت رجلا سويا سميعا بصيرا، تعلم وتبطش وتفهم، فكيف أنكرت المعاد والله قادر على البداءة(( لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي)) أي؛ لكن أنا أقول بخلاف ما قلت وأعتقد خلاف معتقدك(( هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا أي))؛ لا أعبد سواه، واعتقد أنه يبعث الأجساد بعد فنائها ويعيد الأموات ويجمع العظام الرفات، وأعلم أن الله لا شريك له في خلقه ولا في ملكه ولا إله غيره، ثم أرشده إلى ما كان الأولى به أن يسلكه عند دخول جنته فقال: (( وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه((ِ ولهذا يستحب لكل من أعجبه شيء من ماله أو أهله أو حاله أن يقول كذلك.


وقد ورد فيه حديث مرفوع، في صحته نظر؛ قال أبو يعلى الموصلي: حدثنا جراح بن مخلد حدثنا عمر بن يونس، حدثنا عيسى بن عون حدثنا عبد الملك بن زرارة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنعم الله على عبد نعمة؛ من أهل أو مال أو ولد فيقول( ما شاء الله لا قوة إلا بالله))

فيرى فيه آفة دون الموت وكان يتأول هذه الآية: وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قال الحافظ أبو الفتح الأزدي: عيسى بن عون، عن عبد الملك بن زرارة، عن أنس، لا يصح.

ثم قال المؤمن للكافر: ((فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ)) أي؛ في الدار الآخرة ((وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ ))قال ابن عباس والضحاك وقتادة: أي؛ عذابا من السماء. والظاهر أنه المطر المزعج الباهر، الذي يقتلع زروعها وأشجارها ((فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا)) وهو التراب الأملس الذي لا نبات فيه ((أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا)) وهو ضد المعين السارح ((فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا)) يعني، فلا تقدر على استرجاعه. قال الله تعالى:
(( وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ))

أي؛ جاءه أمر أحاط بجميع حواصله وخرب جنته ودمرها(( فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا )) أي؛ خربت بالكلية، فلا عودة لها، وذلك ضد ما كان عليه أمل حيث قال:
(( مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ))وندم على ما كان سلف منه من القول الذي كفر بسببه بالله العظيم، فهو يقول: (( يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا)) قال الله تعالى( وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا ))هُنَالِكَ أي؛ لم يكن له أحد يتدارك ما فرط من أمره، وما كان له قدرة في نفسه على شيء من ذلك، كما قال تعالى( فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِر))ٍ و قوله : (( الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ)) ومنهم من يبتدىء بقوله( هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ))وهو حسن أيضا، كقوله( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ))

فالحكم الذي لا يرد ولا يمانع ولا يغالب -في تلك الحال وفي كل حال- لله الحق. ومنهم من رفع الحق جعله صفة ل الولاية وهما متلازمتان.

وقوله( هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا )

أي؛ معاملته خير لصاحبها ثوابا، وهو الجزاء، وخير عقبا؛ وهو العاقبة في الدنيا والآخرة.

وهذه القصة تضمنت أنه لا ينبغي لأحد أن يركن إلى الحياة الدنيا، ولا يغتر بها، ولا يثق بها، بل يجعل طاعة الله والتوكل عليه في كل حال نصب عينيه، وليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده. وفيها، أن من قدم شيئا على طاعة الله والإنفاق في سبيله، عذب به، وربما سلب منه؛ معاملة له بنقيض قصده. وفيها، أن الواجب قبول نصيحة الأخ المشفق، وأن مخالفته وبال ودمار على من رد النصيحة الصحيحة. وفيها، أن الندامه لا تنفع إذا حان القدر، ونفذ الأمر الحتم. بالله المستعان وعليه التكلان.


▀▒قصة وعبرة▓▄

كان الأحنفُ بن قيس التميمي (أبوبحر) (العالم والأمير والصحابيُّ الجليل) أحلَمُ العرب؛ حتى ضُرب بحلمه المثل، فقيل "أحلَمُ مِن الأحنف".

قيل عاشت بنو تميم بحلم الأحنف أربعين سنة، وفيه قال الشاعر:

إذا الأبصار أبصرت ابن قيس -- ظللن مهابة منه خشوعا.

قال ابن المبارك قيل للأحنف بم سودوك قال لو عاب الناس الماء لم أشربه.


وقال: ما نازعني أحد إلا أخذت أمري بأمور: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان دوني رفعت قدري عنه، وإن كان مثلي تفضلت عليه، وقال لستُ بحليم ولكني أتحالم.


قال الحسن ذكروا عن معاوية شيئا فتكلموا والأحنف ساكت فقال يا أبا بحر مالك لا تتكلم قال أخشى الله إن كذبت وأخشاكم إن صدقت.

قيل، كان زيادُ (ابن أبيه) مُعَظِّماً للأحنف، فَلمّا ولي بعده ابنه عبيد الله، تَغيَّر أمرُ الأحنف وقَدَّمَ عليه مَن هو دونَه ثُم وَفِدَ على معاويةَ في الأشراف. فقال معاوية لعبيد الله: أدخلهم على قَدرِ مراتبهم، فأخَّرَ الأحنفَ. فلما رآهُ معاويةُ أكرمَهُ لمكان سيادته وقال إلي يا أبا بحر وأجلَسَهُ معه وأعرض عنهم، فأخذوا في شكر عبيد الله بن زياد وسكت الأحنف. فقال له لم لا تتكلم؟، قال إن تكلمت خالفتهم. قال: اشهدوا أني قد عزلت عبيد الله؛ فلما خرجوا كان فيهم مَن يَرومُ الإمارة، ثم أتوا معاوية بعد ثلاث وذَكَرَ كُلُّ واحدٍ شخصا وتنازعوا. فقال معاوية: ما تقول يا أبا بحر؟ قال إن وَليتَ أحدا مِن أهل بيتك لم تجد مثل عبيد الله، فقال قد أعدته، قال فخلا معاوية بعبيد الله، وقال كيف ضيعت مثل هذا الرجل الذي عزلك وأعادك وهو ساكت!؟ فلما رجع عبيد الله جعل الأحنف صاحب سره.

وروي عن ذي الرمة قال شهدت الأحنف بن قيس وقد جاء إلى قوم في دم، فتكلم فيه وقال احتكموا، قالوا نحتكم ديتين، قال: ذاك لكم فلما سكتوا، قال أنا أعطيكم ما سألتم. فاسمعوا إن الله قضى بدِيَّةٍ واحدة وإن النبي (صلى الله عليه وسلم) قضى بدية واحدة وإن العرب تعاطى بينها دية واحدة وأنتم اليوم تطالبون، وأخشى أن تكونوا غدا مطلوبين فلا ترضى الناس منكم إلا بمثل ما سننتم، قالوا ردها إلى دية.

قال الشعبي وفد أبو موسى الأشعري وفدا من البصرة إلى عمر منهم الأحنف بن قيس فتكلم كل رجل في خاصة نفسه. وكان الأحنفُ في آخر القوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا أمير المؤمنين فإن أهل مصر نزلوا منازل فرعون وأصحابه وإن أهل الشام نزلوا منازل قيصر وأصحابه وإن أهل الكوفة نزلوا منازل كسرى ومصانعه في الأنهار والجنان، وفي مثل عين البعير وكالحوار في السلى تأتيهم ثمارهم قبل أن تبلغ وإن أهل البصرة نزلوا في أرض سبخة زعقة نشاشة لا يجف ترابها ولا ينبت مرعاها وطرفها في بحر أُجاج (مالح ) (وهي ما يعرف بالأهواز) وطرف في فلاة لا يأتينا شيء إلا في مثل مريء النعامة فارفع خسيستنا وانعش وكيستنا، وزد في عيالنا عيالا وفي رجالنا رجالا، وصغر درهمنا وكبر قفيزنا ومر لنا بنهر نستعذب منه. فقال عمر عجزتم أن تكونوا مثل هذا؟ هذا والله السيد قال فما زلت أسمعها بعد.


و قيل للأحنف : ممن تعلمت الحِلم ؟
قال : مِن قيس بن عاصم (رضي الله عنه) رأيتُه يوماً مُختبئا بردائه يُحادِثُ قَومَه بِمجلسِ دارِه؛ فأُتي برجل مَكتوفٍ وآخرَ مقتول، فقيل:هذا ابن أخيك، قتل ابنك! فيقول الأحنف
فوالله ما حَلَّ حَبَوتَهُ، وما قطع كلامَهُ. وحين انتهى، التَفَتَ إلى ابن أخيه فقال يا ابن أخي بِئسَ ما فعلت، أثِمتَ بربك، وقطعت رحمك، وقَللت عددك، ورميتَ نفسَك بِسهمك
ثُم قال لابن له آخر، قم يا بني، فوارِ أخاك، -وحُلَّ كتاف ابن عمك - وسُق إلى أُمِّه مائةَ ناقةٍ دِيَّةَ ابنِها، فإنها غريبة.

ويُروى أنّ الأحنف دخل ذات مرة على معاوية بن ابي سفيان غضبان، و خاطبه قائلا يا معاوية، فألانَ له معاويةُ الحديث واسترضاه، وبعد أن انصرف قال بعض جلساؤه : يا أمير المؤمنين، مَن هذا الذي دخل عليك، فأغلظ القول، فألنتَ له الحديث واسترضيته؟ فقال معاوية رضي الله عنه : هذا الذي إذا غَضِب، غَضبَ له مائةُ ألف سيفٍ مِن بني تميم، لايسألونَ فيمَ غَضِب.

▀▒قصة وعبرة▓▄

نبي الله داوود والمرأة

روي أن امرأة دخلت على داود عليه السلام فقالت
??? ا نبي الله ربك ظالم أم عادل

فقال داود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور، ثم قال لها ما

قصتك

قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي

فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء
و أردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه و أبلّغ به أطفالي

فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ و أخذ الخرقة و الغزل و ذهب،

و بقيت حزينة لاأملك شيئاً أبلّغ به أطفالي.



فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام



و إذا بالباب يطرق على داود فأذن بالدخول







وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده : مائة دينار



فقالوا يا نبي الله أعطها لمستحقها.



فقال لهم داود عليه السلام: ما كان سبب حملكم هذا المال



قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح و أشرفنا على الغرق



فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيها غزل فسدّدنا به عيب المركب



فهانت علينا الريح و انسد العيب و نذرنا لله



أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار



و هذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت،



فالتفت داود- عليه السلام- إلى المرأة و قال لها:



رب يتجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالماً، و أعطاها الألف دينار



و قال: أنفقيها على أطفالك.

▀▒قصة وعبرة▓▄

قصة المرأة التي خطة الجن زوجها

رجلٌ أيامَ سيّدنا عمر في مدينةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
خرَجَ لصَلاةِ العِشاءِ فخَطَفهُ الجِنّ الكُفّار اعتَبرُوهُ عَبدًا لهم، عاشَ
معَهُم أكثرَ مِن أربَعِ سنِين، ثم حصَلَ مَعركةٌ بينَ الجِنّ المسلمينَ
والجِنّ الكفار فأخَذُوهُ، فقالوا له مَا دِينُكَ فقَال لهم أنا مُسلِم،
فقالُوا لهُ إن شئتَ نرُدُّكَ إلى أهلِكَ وإن شئتَ تَبقَى عِندَنا، فقال
رُدّوني إلى أهلِي، فرَدّوه، ثم بَعدَما رجَع كانت امرأتُه انتظَرت
ولا خَبر عنه ذهَبت إلى سيدِنا عمر قال لها انتَظِري أربعَ سنَوات
بعدَ ذلك تأتينَ إليّ فأتَت إليه بعدَ أربع سنوات، فقال لها اعتَدِّي
عدّةَ الوفَاةِ، امكثِي أربعةَ أشهُر وعشرة أيام،مدّة العدة،ثم عادَت
بعدَ ذلك فتزَوّجت غيرَه، فلمّا جاءَ زوجُها الأوّل خَيّرَه سيدُنا
عمر بينَ أن يأخذَها وبينَ أن يأخذَ المهر منَ الثاني ويَتركَها له،
فاختارَ أخذَها وذاكَ الثّاني أخَذَ المهرَ الذي دفعَهُ لهُ،وهذه المرأةُ
تَرجِعُ إلى زوجِها الأوّل مِن غَيرِ عِدّة.
أمّا سيّدنا عليّ لما سئلَ عن ذلكَ قالَ امرأةٌ ابتُلِيت فلْتَصبِر.
سأَله سيدنا عمر مَا كانَ طعَامُهم، فقال العَظمُ الذي لم يُذكر
اسمُ الله عليه،الله يَكسُوهُ لحما،لأنهم كانوا كفّارًا،
قالَ ومِنَ الشّراب، قالَ الشّىءُ الذي لم يُغطّ،ما لم يُخمَّر

لكنْ مَا ضَرُّوه في جسَدِه،عاشَ صحِيحًا إلا أنهم أخرَجُوهُ أي تُرك
مَفتُوحًا،وذَكَر الفُول أيضا،قالَ كنّا نَأكُل الفُولَ,مِن المدينة.
الجنُّ لهم خواطِرُ في بلادنا كانَ غُلامٌ عمره عشْر سنينَ تَقريبا
الجنّ كانوا يخطِفُونَه ويُغيّبُونَهُ أيّامًا ثم يَرُدّونَه، لا يؤذونَهُ
يَستَأنِسُونَ لشَكلِه، هو يتِيمٌ جاءَ جَدُّه إليّ قال ابني هذا جَرى لهُ
كذا،بعدَما أعادُوه جاؤا به إليّ مكَثَ عِندِي مُدّةً فمَا تَعرّضُوا
لهُ،دَرسَ عندِي،تعَلّم عندِي،فما تَعرّضُوا لهُ.

▀▒قصة وعبرة▓▄

طرف من أخبار أهل العفة..

وهذه الطائفة لعفتهم أسباب :

أقواها إجلال الجبار.. ومراقبته في السر والعلن.. والخوف من الله تعالى.. فهو الذي وهبهم القوى والأسماع والأبصار..

والعبد قد يختفي من الناس.. ولكن أنى له أن يختفي من الله.. وهو معه..
والمرأة العفيفة.. لا تهتك سترها.. ولا تدنس عرضها.. وإن كان في ذلك فقدان حياتها..

ذكر الخطاب في كتابه \" عدالة السماء \" :

أنه كان ببغداد قبل قرابة الأربعين سنة.. رجل يعمل جزاراً يبيع اللحم.. وكان يذهب قبل الفجر إلى دكانه.. فيذبح الغنم.. ثم يرجع إلى بيته.. وبعد طلوع الشمس يفتح المحل ليبيع اللحم..

وفي أحد الليالي بعدما ذبح الغنم.. رجع في ظلمة الليل إلى بيته.. وثيابه ملطخة بالدم.. وفي أثناء الطريق سمع صيحة في أحد الأزقة المظلمة.. فتوجه إليها بسرعة.. وفجأة سقط على جثة رجل قد طعن عدة طعنات.. ودماؤه تسيل.. والسكين مغروسة في جسده..

فانتزع السكين.. وأخذ يحاول حمل الرجل ومساعدته.. والدماء تنزف على ثيابه..
لكن الرجل مات بين يديه..

فاجتمع الناس.. فلما رأوا السكين في يده.. والدماء على ثيابه.. والرجل فزع خائف..

اتهموه بقتل الرجل.. ثم حكم عليه بالقتل..
فلما أحضِر إلى ساحة القصاص.. وأيقن بالموت..
صاح بالناس..

وقال :
أيها الناس أنا والله ما قتلت هذا الرجل.. لكني قتلت نفساً أخرى.. منذ عشرين سنة.. والآن يقام عليَّ القصاص..

ثم قال :
قبل عشرين سنة كنت شاباً فتياً.. أعمل على قارب أنقل الناس بين ضفتي النهر..

وفي أحد الأيام جاءتني فتاة غنية مع أمها.. ونقلتهما..
ثم جاءتا في اليوم التالي.. وركبتا في قاربي..

ومع الأيام.. بدأ قلبي يتعلق بتلك الفتاة.. وهي كذلك تعلقت بي..
خطبتها من أبيها لكنه أبى أن يزوجني لفقري..

ثم انقطعت عني بعدها.. فلم أعد أراها ولا أمها..
وبقي قلبي معلقاً بتلك الفتاة.. وبعد سنتين أو ثلاث..

كنت في قاربي.. أنتظر الركاب.. فجاءتني امرأة مع طفلها..
وطلبت نقلها إلى الضفة الأخرى.. فلما ركبت.. وتوسطنا النهر..
نظرت إليها.. فإذا هي صاحبتي الأولى.. التي فرق أبوها بيننا..

ففرحت بلقياها.. وبدأت أذكرها بسابق عهدنا.. والحب والغرام..
لكنها تكلمت بأدب.. وأخبرتني أنها قد تزوجت وهذا ولدها..

فزين لي الشيطان الوقوع بها.. فاقتربت منها.. فصاحت بي.. وذكرتني بالله..
لكني لم ألتفت إليها.. فبدأت المسكينة تدافعني بما تستطيع.. وطفلها يصرخ بين يديها..

فلما رأيت ذلك أخذت الطفل.. وقربته من الماء وقلت إن لم تمكنيني من نفسك.. غرقته.. فبكت وتوسلت.. لكني لم التفت إليها..

وأخذت أغمس رأس الطفل فإذا أشفى على الهلاك أخرجته.. وهي تنظر إليّ وتبكي.. وتتوسل.. لكنها لا تستجيب لي..

فغمست رأس الطفل في الماء.. وشددت عليه الخناق.. وهي تنظر.. وتغطي عينيها.. والطفل تضطرب يداه ورجلاه.. حتى خارت قواه.. وسكنت حركته.. فأخرجته فإذا هو ميت.. فألقيت جثته في الماء..

ثم أقبلت عليها.. فدفعتني بكل قوتها.. وتقطعت من شدة البكاء..
فسحبتها بشعرها.. وقربتها من الماء.. وجعلت أغمس رأسها في الماء.. وأخرجه.. وهي تأبى عليَّ الفاحشة..

فلما تعبت يداي.. غمست رأسها في الماء.. فأخذت تنتفض حتى سكنت حركتها..

وماتت.. فألقيتها في الماء.. ثم رجعت..
ولم يكتشف أحد جريمتي.. وسبحان من يمهل ولا يهمل..

فبكى الناس لما سمعوا قصته.. ثم قطع رأسه..

{ ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون }..

فتأملوا في حال هذه الفتاة العفيفة.. التي يقتل ولدها بين يديها.. وتموت هي.. ولا ترضى بهتك عرضها..

فأين هذه العفة.. من فتيات اليوم.. تبيع إحداهن عرضها بمكالمة هاتفية.. أو هدية شيطانية.. وتنساق وراء كلام معسول من فاسق.. أو تنجرّ وراء شبهة من منافق..

للشيخ / محمد العريفي

من كتاب : اعترافات عاشق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elhagayza.yoo7.com
 
قصة وعبرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب الحجايزه  :: القسم الاسلامي :: منوع اسلامي-
انتقل الى: