يلومونني أن لي قلبا

يلومونني أن لي قلبا
لا يستطيع أن يعيش إلا بالحب
ناقشتهم فاتهموني بالضعف وسخروا مني وقالوا كالأطفال يحن إلى الحب
رجعت الى داري واختلطت أفكاري ثم رتبتها ثم عادت واختلطت أفكاري
ثم رتبتها ثم اتخذت قراري
وفي الصباح حملت مشاعري وعواطفي وأحلامي في سلة وحملت معها معولي وخرجت من داري
رأوني وقالوا: الى أين أنت ذاهب
قلت : سوف ادفنها
قالوا : من ؟
قلت من بالأمس كنتم فيها تلوموني
فقالوا : خيرا تفعل
تركتهم ومضيت حتى وصلت الى المدفن وجعلت اضرب بمعولي في الأرض
ثم سمعت صوتا يعلو لم انتبه في بداية الأمر ثم ازداد الصوت ارتفاعا
التفت الى مصدر الصوت فإذا هو من سلة مشاعري وعواطفي وأحلامي
قالت : بأي ذنب تدفنني؟؟؟
قلت : أنا المذنب باني حملتك بداخلي
قالت : فلماذا تدفنني؟؟؟
قلت : لاموني بسببك
قالت : فلتدافع عني
قلت : كثر لوامي
قالت : وكثيرة هي مشاعرك وعواطفك وأحلامك
قلت : ولكنها بداخلي فقط
قالت : أنت من حبستها
قلت : وها أنا بدلا من أن احبسها سوف ادفنها
قالت : هل أخافوك ؟؟؟
قلت : ليس خوف أو يأس منك أو كره لك
قالت : ولما ؟؟؟
قلت : إنما أنا الآن أغرسك
قالت : لما ؟؟؟
قلت : لتنبتي أجيالا مشبعة بالمشاعر والعواطف والأحلام
قالت : أصبت
قلت : الوداع
قالت : بل اللقاء قريب
قلت : لن تحزني ؟؟؟
قالت : لن احزن إن جئت وسقيت تربتي كل يوم
قلت : ذلك عهد مني
قالت : وأنت خير من يوفي بالعهود
فدفنتها ولم أدرك أن أول سقاء لها سيكون من دموعي
وداعا للمشاعر وداعا للحب وداعا للأحلام
وأقفلت راجعا إلى داري ولكن بدون أن احمل بداخلي مشاعر ولا عواطف ولا أحلام
ولكني حملت بدلا عنها شيئا جديدا ومتأكد أنهم سيلومونني فيه
حملت بداخلي آمالا بان تنمو أجيالا جديدة تؤمن بالمشاعر والعواطف والأحلام
ولكن ما حملته بداخلي لن ادفنه حتى لو تجيش لوامي أن فكرت في دفنه فاني سأدفن نفسي
بجانبه لأني لا أستطيع العيش من دون مشاعر وعواطف وأحلام ولا حتى آمال