أغلقت جوالها باكية بعد اتصالٍ من والدتها تقول لها :
ـ متى تعودين يا أبنتي فراقك يمزق كبدي سأموت كمدا عليك
هرعت كعادتها إلى قلمها وكراسها علها تلقي فيه بعضاً من الألم والحنين الذي يُحَرقهُا وُيقطعها أوصالا , لكن هذه المرة أنهزم القلم أمام ألمها وأوجاعها فما عاد يطيقها وتمرد ... فأخذت تهدده بالكسر فيكتب تارةً ثم يتمرد تارةً أخرى وفي نهاية المطاف لم يَجُد إلا بكلمات قليلة.
انطق.. أيها القلم ... تكلم أأنت أبكم ..؟
انطق ...تكلم.. خط .. سطر..
هاهنا ألم .. ها هنا شوقٌ يعصُر الفؤاد ودم
في القلب جوى الشوق يا قلم
وما ذاك الشوق إلا من حب الوطن
أكتب ..بث..تكلم ..لم أنت أبكم .؟
جاوز الصبر حده..... فانطق وتكلم
سأكسرك يا قلم ...لا تكن خصمي الأبكم
أو أكتب وسطر..
هاهنا ...مدينةٌ وئدت من غير مأتم ..وبقايا بيت مهدم
وشمسٌ غابت قبل شروقها...وعجوزٌ هرم
وأرضٌ عطشى , غار ماؤها .. مات زرعها .. ُسقيت بدم
وصبايا بلون زهر القرنفل سُبيت وُجرت كالغنم
و أم ثكلى تبكي فجيعتها تتمزق من الألم
وأبٌ شامخٌ كالجبل , ولفقد أولادِهِ انحنى.. لكنه لم ينهزم
اكتب ...وسطر يا قلم...
جاوز الصبر حده .. سأكسرك وستندم
اكتب واروي عني ما كتمتُ من الم..
واكتب .. انهزامي ..ضعفي ..خوفي في الظُلم
هجرت الدار يئن يا قلم
والدار يسأل المارين عني.. يتألم
وزهرتي كم رويتها.. وزيتونتي ..
والرمانٌ.. والتوتْ
ينتظر..لم يستسلم يا قلم
اكتب وسطر هاهنا ..
فليس يعبر عن بوحي إلاك وكُراسي والألم..
فكن طوع يدي ... طوع بوحي لا تنهزم..
.سأكسرك ..ولتندم
إن اخترت ... أن تبقى أبكم