[center]بسم الرحيم الله الرحمن الرحيم"
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمي الهادي الأمين ثم أما بعد...
فهذه رسالة أخص بها كل مسلم وخاصة المهموم فإن شئت فسمها :
...رسالة إلى المهموم...
أقول لك أخي..
لا تحزن...فإن الحزن شر لقد كان النبي(صلى الله عليه وسلم) يدعو ويقول:"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن...إلى آخر الحديث"
واعلم أخي أن الحزن والهم لن يقدما أو يؤخرا شيئا مما حدث ولكني لا ألومك فهذه فطرة فطرنا الله_تعالى_عليها تتناسب مع آدميتنا فقد حزن من هو أفضل مني ومنك وهو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقد قال له ربه في سورة الكهف:"فلعلك باخع نفسك على آثارهم ألا يؤمنوا بهذا الحديث أسفا" أي قاتل نفسك أو مهلكها من شدة الحزن ولكني أقول لك لا تجعل الهم يسيطر عليك واعلم أن فرج الله قريب إذا صبرت واحتسبت ولله در من قال:
فلرب نازلة يضيق بها الفــتى وعند الله منها المخــــــرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفــرج
•
كن واثقا بالله عز وجل وبقدرته في تغيير الأمور من حال إلى حال...
دع الأمور تجري في أعنتهــا ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين طرفـة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال
واعلم أن الأمر كله لله "قل إن الأمر كله لله...الآيه" لا يملك النفع والضر إلا الله فكن موقنا بذلك ولا تلجأ للبشر وتترك خالق البشر فإنك إن لم تسأل الله يغضب عليك وإن سألت غير الله يغضب منك...
لا تسل إبن آدم حاجـــة وسل الذي بابه لا يحجــــب
الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسئل يغضــــب
فخذ بالأسباب قدر استطاعتك وتوكل على مسبب الأسباب فهو والله القادر على أن يدفع عنك ما أنت فيه من هم وبلاء،فلا تجعل قلبك متعلقا إلا بالله سبحانه "وتوكل على الحي الذي لا يموت...الآيه" وتضرع إليه وأظهر إليه فقرك وعجزك وتقصيرك وبالغ في التذلل لله فكلما تذللت لله رفعك الله فهذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) _وهو أفضل البشر وخير من عبد الله تعالى_يشكو إلى مولاه بعدما آذاه الناس وطردوه ولم ينصروه واستهزؤ به في رحلة الطائف قائلا:
"اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي.....
وقلة حيلتي....
وهواني على الناس...
أنت رب المستضعفين..
وأنت ربي".....إلى آخر دعائه صلى الله عليه وسلم...
واعلم أيها الأخ الحبيب أنه ما وقع لك خير أو شر إلا بقدر الله تعالى ومشيئته وأنه يبتليك ويختبرك هل تصبي أم تضجر وتعترض على قضائه يقول _عز من قائل_:"الم(1)أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون(2) ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين(3)"
واعلم_رحمك الله_أنه عسى أن تكره شيئا ويكون فيه خير كثير..قال تعالى"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" وقال أيضا:"وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" ويقول النبي(صلى الله عليه وسلم):"عجبا لأمر المؤمن..إن أمره كله خير..إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له...وليس ذلك إلا للمؤمن"أو كما قال النبي....
فمن هذا الحديث تعلم أن كل ما يحدث لك هو خير إن كان في ظاهره شر واعلم أنه بعد العسر يسر "إن مع العسر يسرا ‘ن مع العسر يسرا".....
يقول ابن عباس:"لا يستطيع أن يغلب عسرا يسرين".
واعلم أنها مهما ضاقت عليك فسوف تفرج واعلم أن قدر الله سار في خلقه مهما فعلت سواء أم اعترضت..ولله در من قال:
يجري القضاء وفيه الخير نافلة لعبد واثق بالله لا لاهــي
إن جاءه فرح أو انتابه ترح في الحالتين يقول الحمد لله
إذا ضاقت عليك الدنيا فقل: يا الله...
إذا ضاقت عليك نفسك بما حملت فقل :يالله....
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت فقل :يا الله..
إذا أوصدت الأبواب أمام الطلاب فليهتفوا :يالله....
فبه تنشرح الصدور،وتنجلي الهموم وتسعد القلوب وتستريح الأبدان...
فتوجه إلى ربك سبحانه وادعه في الليل والنهار ولا تستهن بالدعاء فهو العباده...
يقول قائل:
أتهزأ بالدعـاء وتذدريه؟؟ وما تدري بما صنع الدعاء..
سهام الليل لا تخطي ولكن لها أمـــــــد..وللأمد انتهاء
واحمد ربك في كل أحوالك..وتوجه له بالحمد والشكر..قائلا:
يا رب حمدا ليس غيرك يحمد يا من له كل الخلائق تخــمد
أبواب غيرك ربنا قد أوصدت ورأيت بابك واسعا لا يوصد
وأخيرا.......
يا صاحب الهم إن الهم منفرج . أبشر بخيــــــــر فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصــــاحبه . لا تيأسن فإن الكـــــــــــافي الله
والله مالك غير الله من أحــــد . فحســـــــبك الله في كل لـك الله
وإذا بليت فثق بالله وارض به . فإن الذي يكشف البلوى هو الله
وختاما....
أسئلكم الدعاء فما ابتغيت بهذا العمل سوى وجه الله تعالى وما أردت به إلا رضاه سبحانه....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/center][b]