مصور الرئيس: جمال مبارك كان يتعامل على أنه الرئيس القادم.. وزكريا عزمي "بعبع"

مصور الرئيس: جمال مبارك كان يتعامل على أنه الرئيس القادم.. وزكريا عزمي "بعبع"

رّح المصور الخاص السابق للرئيس السابق حسني مبارك، محمد عبد الفتاح، الذي عمل لمدة 13 عام مع الرئيس مبارك، أن الرئيس كان يستشير كلاً من زكريا عزمي وجمال مبارك فقط، وأن جمال مبارك كان يتعامل مع الجميع من منطلق أنه الرئيس؛ بينما زكريا عزمي هو البعبع الذي يخيف الجميع.

وقال محمد عبد الفتاح في حوار له على قناة الحياة أمس (الجمعة): "جمال مبارك كان يعامل الجميع على أنه الرئيس القادم للبلاد، والرئيس مبارك كان لا يستشير أحداً في أموره سواه هو والدكتور زكريا عزمي، وكأنهما نائباه".

وأضاف: "لقد عملت لمدة 13 عاماً في مؤسسة الرئاسة، وكان الدكتور زكريا عزمي هو بعبع الجميع، وكان أمره لا يُصدّ ولا يُردّ".

وتطرّق في حواره للحديث عن الرئيس مبارك وشخصه، قائلاً: "الرئيس مبارك كان خفيف الظل، يداعب الجميع ليخفف من توترهم وهم في حضرته؛ إلا أنه لم يكن يحبّ أن يأخذ أي شخص الأضواء منه".

وأتبع: "في إحدى زيارات الرئيس لتوشكى، قام الوزراء في نهاية الرحلة بالقيام وعرض ما تمّ حدوثه في المشروع منذ آخر مرة، وتبِعهم رئيس الوزراء وقتها السيد كمال الجنزوري، وكان رجلاً ذكياً ذا قدرات كبيرة، وتحدث في عدة أمور وأرقام، وشعر الرئيس بأنه بدأ في سحب الأضواء منه؛ فقام بمقاطعته؛ إلا أنه أوقف الرئيس وقال له: أعذرني يا سيادة الرئيس، وأكمل كلامه، وكان هذا قبل تركه لمنصبه بثلاثة أسابيع".

وعن علاقة الرئيس برؤساء الدول لأخرى، أوضح: "الرئيس مبارك كان يحب رؤساء الدول العربية، ويتبادل معهم الهدايا؛ وخاصة الشيخ زايد، حاكم الإمارات رحمه الله، والملك عبد الله، ملك السعودية، وغيرهم من الرؤساء والملوك".

وأردف: "إلا أنه لم يكن يحب مطلقاً زياراته لأمريكا؛ لأنهم كانوا يؤجلونه لمدة يومين حتى يقابله الرئيس الأمريكي؛ في حين أن الرئيس الأمريكي يقابل رئيس الوزراء الإسرائيلي فوراً".

وعن علاقة رجال الأعمال بالرئيس، أشار: "رجال الأعمال كانوا يحبون التقاط الصور لهم مع الرئيس، وكانوا يشترون الصورة بألف جنيه من القسم الذي أنشأه الدكتور زكريا عزمي لهذا الغرض، ومن أكثر رجال الأعمال الذين أحبوا التقاط الصور مع الرئيس وشراءها رجل الأعمال محمد أبو العينين".

واستطرد: "في الفترة الأخيرة قام الدكتور زكريا عزمي بعزل أغلب من يعملون بالرئاسة، والإتيان بشباب جدد يعملون لأنهم كانوا يُعدّون السيد جمال مبارك للرئاسة، ويأتون بالشباب ممن هم أصغر سناً منه ليعملوا معه؛ لذا تمّ إقالتي من منصبي كمصور شخصي للرئيس".

وأضاف: "وقام جمال مبارك بتعيين الوزراء من رجال الأعمال ليدعموا حملته للترشح للرئاسة مادياً، وكان السيد أحمد عز يقوم بالصرف على الحزب الوطني والمؤتمرات من جيبه، ويقوم بعدها بتعلية سعر الحديد في السوق، ويحتمي بجمال مبارك حتى لا يحاسب".

وعن زوجة الرئيس وتصويرها، قال: "كنت أقوم بتصوير "الهانم" -هكذا كنا نناديها جميعًا- لكنها لم تكن تشعر بسنها، وبأنها أصبحت كبيرة في السن؛ لذا كنا نُدخل الصور الخاصة بها على الفوتو شوب حتى نزيل آثار النمش والتجاعيد؛ لأنها كانت تغضب بشدة لو شاهدت صورها الحقيقية".

وعن علاقة زكريا عزمي بصفوت الشريف، أوضح: "علاقتهما كانت أشبه بعلاقة الديوك؛ فكلاهما يتصرف وكأنه المتحكم الرئيسي؛ إلا أن صفوت الشريف كان أفضل وزير إعلام للرئيس؛ لأنه كان أكثر احترافية، وكان في المؤتمرات الصحفية يوزّع الأسئلة على الصحفيين ويعطي الإجابات الجاهزة للرئيس".

ومن هذه النقطة تمّ سؤاله عن اللقاءات التي كانت تحدث بين الرئيس والمواطنين؛ فأجاب: "جميعها مرتّبة، وأغلبهم من رجال الشرطة.. هل تتذكرون المزارع الذي شرب معه الرئيس الشاي في حملته الانتخابية السابقة، هذا الرجل خرج عن السيناريو في آخر الحوار وقال للرئيس: لي منك طلب؛ أتمنى أن أقوم بالحج؛ فبعد خدمة 30 عاماً في الشرطة أتمنى أن أحج".

وعن الفارق ما بين جمال وعلاء مبارك، قال: "جمال مبارك كان محدد الهدف، كان ملاصقاً دوماً لزكريا عزمي وأبيه كي يتعلم منهما السياسة؛ لكنه تعلّمها بالشكل الخاطئ، أما علاء مبارك فكان شخص يحب المتعه والفسح، ولا يحب السياية مطلقاً، ولا يتدخل بها كان يحب أن يذهب للتمتع هو وأصدقاؤه على اليخت الخاص به، وكله على نفقة الرئاسة".

وبسؤاله هل كان يتوقع حدوث الثورة أجاب: "في الفترة الأخيرة توقعت نهاية لهذا الظلم؛ فالرئيس مبارك ابتعد كثيراً ولم يعد نشطًا كالسابق، وجمال مبارك هو المتحكم في كل شيء، وهذه هي الفترة التي انتشر فيها الفساد بشكل كبير؛ لذا لم أتفاجأ حينما حدثت هذه الثورة، والتي شارك فيها أولادي؛ فتحية مني لكل شهداء الثورة وخالص تعازيّ لأهاليهم".

وعن زكريا عزمي قال: "الحديث عن الدكتور يطول؛ لكنه كان يحرّم علينا الحديث مع أحد، أو التعامل مع أي مسئول حتى لا نطلب منه شيئاً، وكان هو يتعامل مع الجميع ويعطي الهدايا كما يشاء؛ لدرجة أنه أخذ الصورة التي التقطتها لإبراهيم نافع -رئيس تحرير جريدة الأهرام السابق- مع الرئيس كلينتون، وأعطاها له كي تكون منه؛ لأن زوجته تعمل في الأهرام".

وأتمّ: "وكان الدكتور زكريا عزمي يتحصل على الهدايا التي يعطيها لنا الرئيس أو أي ضيف لنفسه، ويعطيها لمعارفه، وفي إحدى المرات شاهدت هديته من السلطان قابوس -حاكم سلطنة عمان- وكانت عبارة عن شنطة كبيرة مغلقة يحملها شخصان، وهدايا السلطان قابوس لنا دوماً كانت أظرف مغلقة من المال ونحن مجرد مصوّرين ".

يسلموا