[center]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...
بما أن العبد لله قد أسلمته الأقدار إلى قسم التاريخ فدعونا نتحدث قليلا عن التاريخ ليس للتأريخ البحت فما أنا لذلك زعيم ولا عليه قدير ولكن لنستجلب بعض الحكم من كتب التاريخ ومصنفاته كل مطلع شهر عسى أن يكون في ذلك نفعا للعباد ومصلحة للبلاد..
((ويبقى الأمل))
أما التاريخ ففيه ما لا يحصى من العبر،وهو دائما ما يكرر نفسه بصورة تكاد تكون أقرب إلى الخيال ،والأمة الفطنة
هي التي تستفيد من غابر التاريخ ووقائعه وعظاته...
إلى كل من يلغو لسانه بكلمات الإحباط والتثبيط ؛وإلى كل من يبغبغ بما لا يفقه , قائلا:الوضع ميئوس منه ، ولا حياة
لهذه الأمة أبد الدهر ،عليه أتلو هذه الكلمات من صحيفة التاريخ...
لقد مرت الأمة بأزمات في تاريخها طاحنة ،كادت تقضي على العباد والبلاد ،والحق أننا الآن _في مصر_ في رغد
من العيش وسعة لم تكن لسابقينا رغم ما ما قد يتماثل للعيان من الفقر و الفساد والغلاء.
هل تغرق الحجايزة في ضباب الحشيش؟؟
بالطبع هي كذلك ولقد كان ذلك هو الحال في مصر كلها أيام الفاطميين ،حيث نهشت المجاعة من لحوم الناس سبع
سنوات عجاف "أكات الناس بعضها بعضا " كما حدث المحدثون وأخبر المؤرخون،وبيع فيها القطن بثمانين دينارا
لكل أردب ،ثم اشتد الأمر حتى بيع كل رغيف بخمسة عشر دينارا ، وأكلت الناس الميتة الكلاب والقطط حتى بيع كل
كلب بخمسة دنانير ،وبيع كل قط بثلاثة دنانير ، وقيل إن الكلب كان يدخل الدار فيأكل الطفل في المهد وأبوه وأمه
ينظران إليه فلا يستطيعان النهوض من شدة الجوع وعدم القوه ، وصارت طائفة من الناس يجلسون على السقائف
وبأيديهم حبال فيها كلاليب فإذا مر بهم أحد من الناس ألقوا عليه هذه الحبال ونشلوه بتلك الكلاليب فإذا صار عندهم
ذبحوه في الحال وأكلوه بعظامه ، وقيل إن الوزير ركب على بغلة ودخل إلى دار الخلافة ، فلما نزل عنها أخذت عنوة
واكلت في الحال ، فأمسكوا الذين فعلوا ذلك وشنقوهم ، وعلقوهم على الخشب ، ولما باتوا،أصبحوا لم يجدوا أحد
المشانيق ولم يبق منهم إلا العظام على الأرض...
وساءت الأحوال أكثر ، فقيل إن في الفسطاط حارة تسمى حارة الطبق ، وكان فيها نحو عشرين دارا بيعت كلها بطبق
من الخبز ، وبسبب تلك المجاعة مات نصف سكان مصر ....
هل يمكن أن تتعافى بلد بهذا الحال؟؟
لقد فعلتها مصر...
دخلها صلاح الدين الأيوبي وأسقط الخلافة الفاطمية وجعل من شباب مصر معظم جيشه الذي هزم الصليبيين واسترد
بيت المقدس..ثم ها هي مصر تنفض عنها غبار المجاعة ، وتحاول أن تغزو أوروبا بقيادة رجل فز اسمه محمد علي
باشا الكبير...
وبناء على ما ورد في صحيفة التاريخ ؛ أستطيع بكل سكينة وهدوء أن أقول ، إن مصر قادرة على أن تقوم الآن وتقود
الأمة إلى زمن الحضارة الإسلامية الغابر الزاهر ، فلا تدعوا اليأس يتسرب إلى قلوبكم فهو كالطاعون ما فشى أردى
الناس صرعى...
تستطيع مصر أن تقوم ، ليس ذلك عليها ببعيد ولا عزيز...
عمرو؛؛؛؛؛؛